خبراء: الرسوم الأمريكية تضغط على الاقتصادات الناشئة وسط مخاوف من أزمة مالية

من المتوقع أن تتسبب الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الواردات في ضغوط اقتصادية كبيرة على الأسواق الناشئة، وسط مخاوف من تراجع العملات المحلية وتدهور التصنيفات الائتمانية السيادية لهذه الدول.

وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد أعلن مساء الأربعاء، فرض رسوم جمركية تصل إلى 50 بالمائة على مجموعة واسعة من الدول، بما في ذلك الحلفاء والشركاء التجاريين، ما أثار اضطرابات في الأسواق المالية وزاد من مخاوف اندلاع حرب تجارية عالمية.

وأعرب الأمين العام لغرفة التجارة الدولية، جون دنتون، عن قلقه إزاء التداعيات المحتملة لهذه الإجراءات، محذرا من أن هذه السياسات قد تؤثر سلبا على آفاق التنمية في الدول التي تواجه بالفعل تحديات اقتصادية.

ووفقا لبنك “جي بي مورغان”، فإن هذه الرسوم قد تؤثر على تدفقات رؤوس الأموال وثقة المستثمرين، مما قد يؤدي إلى ارتفاع علاوات المخاطر وتراجع قيمة عملات الأسواق الناشئة.

وأشار تقرير صادر عن “غولدمان ساكس” إلى أن الاقتصاد الصيني قد يتأثر بشكل مباشر بهذه الرسوم، مع توقع انخفاض نموه بنسبة نقطة مئوية واحدة، وهو ما قد ينعكس على اقتصادات أخرى في المنطقة.

وسجلت الأسواق المالية تراجعا ملحوظا في عدة دول، حيث انخفضت الأسهم الفيتنامية بنسبة 7 بالمائة، وهو أكبر انخفاض يومي منذ أربع سنوات، فيما تراجعت العملات الآسيوية، مثل الدونغ الفيتنامي والبات التايلاندي، إلى مستويات متدنية.

وتوقعت مؤسسة “سيتي” المصرفية أن تتحمل الدول الآسيوية النصيب الأكبر من هذه الإجراءات، حيث تراوحت الرسوم الجمركية الجديدة بين 32 بالمائة و49 بالمائة في دول جنوب شرقي آسيا، مقابل 20 بالمائة في أوروبا، و 10 بالمائة في أمريكا اللاتينية.

وحذرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغيفا، من أن العديد من الدول الناشئة قد استنفدت قدراتها المالية خلال جائحة كوفيد-19، ما يحد من قدرتها على امتصاص الصدمات الاقتصادية الجديدة.

وفي هذا السياق، يرى محللون أن البنوك المركزية في دول آسيوية مثل الصين وتايوان وماليزيا قد تلجأ إلى خفض أسعار الفائدة لدعم النمو الاقتصادي في مواجهة هذه التحديات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى