وزير الخارجية الفرنسي بالجزائر في مهمة لإذابة الجليد في العلاقات بين البلدين

 استقبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بمعية وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، الذي أجرى معه محادثات طويلة اعتُبرت “مفيدة للغاية”.

وقال الوزير الفرنسي: “أقل من أسبوع بعد المكالمة الهاتفية بين الرئيسين ماكرون وتبون، حرصت على تلبية هذه الدعوة في أسرع وقت ممكن”، مشيرًا إلى أن الأشهر الماضية شهدت خلافات “لا تخدم مصالح الجزائريين ولا الفرنسيين”.

وأضاف أن البلدين يسعيان الآن إلى “إعادة بناء شراكة قائمة على المساواة، هادئة ومصالحة”، عبر استئناف “جميع مجالات التعاون بهدف الفعالية والنتائج”، وتم التعبير عن إرادة مشتركة لإعادة تفعيل الآليات الثنائية، بدءًا من تلك المتعلقة بالأمن: حيث ستستأنف الاتصالات بين أجهزة الاستخبارات، وقد تم الاتفاق على عقد اجتماع بين كبار المسؤولين الأمنيين.

فيما يتعلق بالجوانب القضائية، من المقرر أن يزور وزير العدل الفرنسي الجزائر قريبًا، بهدف استئناف الحوار حول القضايا الحساسة، مثل الطلبات القانونية والممتلكات المسروقة، كما يتم النظر في التعاون بين السلطات القضائية المالية الفرنسية ونظيراتها الجزائرية لدراسة بعض الحالات المشتركة.

من بين المجالات الرئيسية الأخرى التي تم تناولها: التنقل، أين اتفق الرئيسان على استئناف التعاون في مجال الهجرة دون تأخير، وسيتم معالجة قضايا الإعادة ومنح التأشيرات في إطار الاتفاقات القائمة، عبر إجراءات “طبيعية وسلسة” للتعاون القنصلي، وسيتم قريبًا تنظيم لقاء بين القناصل الجزائريين في فرنسا والمُحافظين الفرنسيين، بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، كما سيعمل البلدان على تحديث الاتفاقات الهجرية لجعلها أكثر فاعلية.

أما في المجال الاقتصادي، فقد أعربت الجانب الفرنسي عن قلقها بشأن الصعوبات التي تواجهها في عدة قطاعات مثل الصناعات الغذائية، والسيارات، والنقل البحري، وأكد الرئيس تبون رغبة الجزائر في إعادة إطلاق التبادلات، ومن المقرر عقد اجتماع للجنة الاقتصادية المشتركة الجزائرية-الفرنسية (COMIFA) قبل الصيف، بعد لقاء في باريس بين مسؤولي “ميديف” الفرنسي ونظيره الجزائري في “كريا”، المتوقع في 9 ماي المقبل.

لم يتم نسيان الملف التاريخي تم استئناف الاتصال بين المؤرخين الفرنسيين والجزائريين في اللجنة المشتركة ومن المتوقع أن يزور المؤرخ بنيامين ستورا الجزائر قريبًا لمواصلة المناقشات حول استعادة القطع الثقافية.

واختتم قائلًا: “نعلن عن استئناف الحوار بين دبلوماسياتنا، الستار يرتفع”، مستعيرًا كلمات الرئيس تبون، مؤكدًا على إرادة الطرفين في دخول “مرحلة جديدة” من العلاقة الفرنسية-الجزائرية، مبنية على المساواة والاحترام المتبادل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى