
الشيخ طحنون بن زايد.. رجل الظل وعراب الخراب والجاسوس الأول في المنطقة العربية
يوصف العضو في العائلة الحاكمة في أبو ظبي، طحنون بن زايد آل نهيان، بأنه رجل الظل بمليارات الدولارات وعراب المراقبة وتقنيات التجسس في الإمارات.
ونشرت مجلة “ويرد” مقالا مطولا للكاتب البارز برادلي هوب، عن طحنون بن زايد الذي نادرًا ما يُرى بدون نظاراته الشمسية الداكنة، ويشغل مناصب مستشار الأمن الوطني لدولة الإمارات ورئيس الاستخبارات في واحدة من أغنى الدول وأكثرها هوسًا بالمراقبة في العالم، وهو أيضًا الشقيق الأصغر لرئيس الدولة والحاكم المطلق، محمد بن زايد.
ونبهت المجلة إلى أنه ربما الأهم، والأكثر غرابة بالنسبة لرئيس استخبارات، هو أن طحنون يسيطر رسميًا على جزء كبير من الثروة السيادية الهائلة لأبوظبي.
ذكرت بلومبيرغ نيوز العام الماضي أنه يشرف مباشرة على إمبراطورية مالية بقيمة 1.5 تريليون دولار، وهو مبلغ يفوق ما يملكه تقريبًا أي شخص آخر على هذا الكوكب.
قد يبدو هذا مثيرا للجدل رغم الإثباتات المعلوماتية المتوالية؛ لكن القليل من تتبع تاريخ الأمن الإماراتي يوضح استخدام النظام باستمرار للأموال الطائلة لبناء تلك الشبكات الأمنية كجزء رئيس من إستراتيجية أمنه، استخدام كان أبرزه شراء خدمات مؤسس شركة المرتزقة الأولى عالميا “بلاك ووتر” ومديرها السابق، إريك برنس، الذي دفعت له الإمارات ما يصل إلى 529 مليون دولار لجلب المرتزقة لتشكيل قوات مسلحة موازية.
على رأس هذه الإمبراطورية الأمنية من المرتزقة والعملاء يتربع محمد بن زايد، من أحكم قبضته عليها بدفعة التغييرات الأخيرة التي أجراها في مارس عام 2016، عندما عيّن ابنه “خالد” رئيسا لجهاز أمن الدولة، وهو المسؤول عن الأمن الداخلي، لكن التعيين الأهم كان لشقيقه الأصغر “طحنون” مستشارا للأمن الوطني، المنصب الذي جعله “الجاسوس الأول”، المسؤول عن إدارة هذه الشبكات وعن العمليات الخارجية، متوليا الملفات الخارجية للإمارات.
منذ أن تولى طحنون بن زايد منصب مستشار الأمن الوطني، عزز مكانته كصانع قرار رئيسي في السياسة الإماراتية، ليس فقط على المستوى الداخلي، بل في الإقليم والعالم، فهو العقل المدبر للعديد من التحركات الأمنية والعسكرية التي خاضتها الإمارات، بدءًا من عملياتها في اليمن، حيث لعب دورًا بارزًا في التخطيط لعاصفة الحزم على اليمن، إلى التدخل في ليبيا ودعم المليشيات المسلحة، وحتى علاقاته المتشابكة مع الكيان الصهيوني في مجال الأمن والتكنولوجيا، خاصة فيما يتعلق بأنظمة المراقبة والتجسس، فهو يعتبر الجاسوس الأول للإمارات والكيان الصهيوني في المنطقة الخليجية والعربية ككل.
إحدى أبرز أدوات طحنون للنفوذ كانت مجموعة “رويال غروب”، الإمبراطورية الاقتصادية التي بناها خلال العقود الماضية، والتي جعلته أحد أغنى الشخصيات العربية، تضم هذه المجموعة شركات ضخمة تعمل في مجالات متعددة، أبرزها شركة “تراست العالمية”، الذراع الدفاعي للإمارات والمسؤولة عن صفقات الأسلحة وتمويل المليشيات في مناطق النزاعات، كما كان طحنون وراء مشروع “جزيرة الريم”، التي لم تكن مجرد واجهة اقتصادية، بل منصة لتغطية مشاريعه الأمنية والتجارية الكبرى.
في مجال المراقبة والتجسس، قاد طحنون الإمارات إلى مستوى جديد من السيطرة الأمنية عبر برنامج “عين الصقر”، النظام الصهيوني الصنع الذي حوّل الإمارات إلى دولة مراقبة شاملة، حيث يتم تتبع المواطنين والمقيمين في كل تحركاتهم. لم يكن هذا البرنامج إلا جزءًا من مخطط أوسع لجعل الإمارات مركزًا عالميًا لتقنيات التجسس، ما جعلها شريكًا رئيسيًا في برامج الأمن الإلكتروني مع إسرائيل والولايات المتحدة.