
الهند تقصف باكستان بالصواريخ وإسلام آباد تتعهد بالرد
قُتل ثلاثة مدنيين، بينهم طفل، في قصف صاروخي نُفذ فجر الأربعاء على أراضٍ باكستانية، بحسب ما أعلنه وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف، الذي أكد أن القصف “استهدف مناطق مدنية”. وتأتي هذه التطورات في وقت أعلنت فيه الهند تنفيذ ما وصفته بـ”ضربات دقيقة” طالت “بنى تحتية إرهابية” داخل باكستان، في تصعيد جديد للتوتر بين الجارتين النوويتين.
وجاء في بيان حكومي هندي أن “القوات المسلحة نفّذت عملية مركزة استهدفت بنى تحتية في باكستان وإقليم كشمير، حيث تم التخطيط وقيادة الاعتداءات الإرهابية الأخيرة ضد الهند”. وأضاف البيان أن الضربات “مدروسة وغير تصعيدية”، و”تمّت من داخل المجال الجوي الهندي”.
في المقابل، توعّد الجيش الباكستاني بالرد، مؤكداً أن الضربات الجوية استهدفت “ثلاث مناطق” داخل البلاد، بينها مدينتان في شطر كشمير الخاضع لسيطرة إسلام أباد ومدينة ثالثة في إقليم البنجاب المتاخم للهند. وصرّح المتحدث العسكري الباكستاني، اللفتنانت جنرال أحمد شودري، بأن “جميع طائرات سلاح الجو في الجو”، واصفاً العملية بأنها “هجوم جبان نُفّذ من داخل المجال الجوي الهندي”، مؤكداً أن الرد “سيكون في الزمان والمكان المناسبين”.
من جانبه، قال وزير الدفاع الباكستاني في مقابلة مع قناة “جيو” الباكستانية، إن “الهند انتهكت المجال الجوي الباكستاني وأطلقت صواريخ باتجاه مناطق مأهولة بالسكان”، مشيراً إلى أن “الادعاء بأنها كانت تستهدف معسكرات إرهابية لا أساس له من الصحة”.
وفي أول تعليق دولي، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أمله في وقف التصعيد “بأسرع وقت ممكن”، وقال للصحافيين في المكتب البيضوي: “إنه لأمر مؤسف. لقد كانوا يتقاتلون لعقود وقرون عديدة… آمل فقط أن يتوقف هذا سريعاً جداً”.
وذكرت وكالة “رويترز” أن المناطق الحدودية من إقليم كشمير الخاضع للإدارة الباكستانية شهدت قصفاً مكثفاً وانفجارات متتالية.
وتأتي الضربات الهندية في أعقاب هجوم دموي وقع يوم 22 أفريل الماضي في بلدة باهالغام السياحية، الواقعة ضمن إقليم كشمير الذي تديره الهند، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 26 شخصاً، معظمهم من السيّاح. ووفق السلطات الهندية، فتح مسلحون النار على مجموعة من الزوار أثناء تواجدهم في مرج بايساران، على بُعد نحو خمسة كيلومترات من باهالغام. وأفاد شهود عيان بأن “المسلحين استهدفوا رجالاً من أتباع الديانة الهندوسية”.
ورغم نفي باكستان أي علاقة لها بالهجوم، أكدت الشرطة الهندية أن اثنين من المشتبه بهم الأربعة يحملون الجنسية الباكستانية، مشيرة إلى أن عمليات المطاردة ما زالت مستمرة.
وامتد التصعيد إلى إجراءات دبلوماسية وميدانية، حيث أعلنت كل من الهند وباكستان عن سلسلة خطوات انتقامية، شملت إغلاق بعض المعابر الحدودية وتعليق اتفاق لتقاسم مياه الأنهار. كما شهدت عدة نقاط حدودية تبادلاً لإطلاق النار بالأسلحة الخفيفة بين الجنود من الجانبين.